Monday, January 15, 2007

الإعاقات والناس
مضى علي أكثر من سنتين بعملي الذي أعشقه وأجد نفسي فيه وهو العمل مع المعاقين وبالذات مع الصم وسبب اختاري لهذه الفئة من المعاقين لإيماني بإنها أصعب إعاقة تواجه الإنسان والتي بنفس الوقت تعيق مجرى حياته بشكل مباشر
منو فينا يقدر يعيش بدون سمع ؟ منو فينا يقدر يعيش بدون ما يعبر عن نفسه وعن مشاعره وألمه؟ بمعنى آخر أن السمع والنطق صلة مباشرة بالعالم الخارجي ..ف الله يعين المحروم منهم لكن نقول الله معوظهم بشئ آخر .. كما هو معرو الله ياخذ ويعطي .. فهم لديهم احساس رهيب بالإنسان الذي مقابلهم .. هم قادرين على معرفة مافي داخل النفوس من خلال تركيزهم على عين من هم بالمقابل وهذي حاسة غير موجودة عند الأصحاء بقدر ما هي موجودة عندهم ... احتكاكي فيهم علمني اشياء كثيرة
كانت البداية صعبة جدا ...لكني أصريت عالإستمرار
بدايتي كانت مع مدرسة الرجاء في حولي ... أول يوم أدخل فيه هذا العالم عندما ضيعت بأي مدرسة المركز الثقافي للصم وبالخطأ دخلت مدرسة الرجاء لمدة عشر دقائق أستفسر فيها عن المركز وينه فيه ... ولو تعلمون كم كانت العشر دقائق قاسية جدا على وحدة عاطفية زيادة عن اللزوم مثلي .. دشيت أسأل فلقيت مدرس ينادي الطلبة عشان يدخلون صفوفهم ... وأشوف طلبة شباب مثل الورد لكن بإعاقات بالنسبة لي أول مرة أشوفها بحياتي (ولا أستطيع التحدث عنها لحساسيتي المفرطة وقابليتي للحزن عليهم بشكل كبير) المهم عرفت مكان المركز وطلعت من المدرسة ودموعي تنزل بروحها .. وقلبي من داخل يعتصر وقلت خلاص ماني رايحة وماراح أكمل إلي بدأت فيه وبدأت بالبكاء وكأنني أفقد الحياة الآن ... وعقبها بثلاث دقايق يتصل علي الإستاذ ويقولي ها وينج .. بدأنا يالله بسرعة .. تمالكت أعصابي وبلحظة أخذت قرار ونابع من صميم أعماقي وقلت .. انشالله كاني ياية قاعد أصفط مسحت دموعي ونزلت ومن هنا بدأ مشواري مع المعاقين (الصم) والذين أعتبرهم أعز الأصدقاء وأقربهم إلى نفسي

0 comments: